في حياتي لم أتعود سياسة الرد على من ينتقدون برنامجا قدمته أو مقالا كتبته لأن المفترض أن تتحدث المقالة أو البرنامج عن نفسه بما يحتويه من مواضيع وآراء تم بثهاعلى الهواء أو خرجت ممهورة بتوقيع كاتبها .... ولكن يبدو أن الشارع الرياضي العربي مازال يعيش في أجواء ونظريات المؤامرات التي ليس لها بداية ولا نهاية .... ويبدو أن الحساسيات العربية العربية ( رغم كل شعارات الإخوة وصلة القربى والتاريخ والعادات المشتركة ) يمكن أن تتحول إلى مجردحبر على ورق لأصغر تصريح أو رأي لا يُعجب أو يتوافق مع رأي جماهير هذه الدولة أوتلك .....
كيف يمكن أن يتحول نفس الرجل في نفس اليوم من محب لهذاالبلد إلى كاره وحاقد وحقود وجحود فقط لأنه قال رأيا أو فند خطأ ؟؟؟
لم أفهم كيف وصفني البعض من مشجعي السعودية بأنني عضضت اليد التي مدت إلى بعدما إحتفلنا
في ' صدى الملاعب ' بفوز العراق بكأس آسيا وهل المطلوب أن لا نحتفل وأن لا نبارك ؟؟ ولم أفهم كيف يصفني البعض من العراقيين بأنني قبضت المعلوم لأنني ذهبت إلىماليزيا أتحرى الحقيقة في قضية أفضل لاعب آسيوي وهنا ضعوا مليون خط تحت كلمة حقيقة... وعندما قال رئيس الإتحاد الآسيوي محمد بن همام إن علامات ياسر القحطاني ونشأت أكرم هي مئة ويونس كان خارج المنافسة بثمانين نقطة جاء من يتهمني من العراقيين بأنني أبيّض صفحة بن همام على حساب يونس وأنني شريك بالمؤامرة ؟؟؟ كإعلامي قمت بواجبي وتقصيت الحقيقة وقلت قبل أن أقدم كلام بن همام أنني أترك الحكم للجمهور أن يقبل أو يعترض على ماقاله وهو يتحمل مسؤولية كلامه فأين الخطأ فيما فعلت؟؟؟؟
أما السودان ذلك البلد الذي إستقبل بعثة صدى الملاعب إستقبال الفاتحين والسبب أننا غطينا نشاطات هذا البلد العظيم بشبانه وطموحاته والذي كتبت شخصيا عن ثورته الكروية أكثر من مقالة في أكثر من بلد وشاركنا إحتفالاته بفوزه على منتخب عربي آخر هو تونس وتصدره مجموعته في تصقيات أمم إفريقيا ... هذا البلد غضب علينا الكثيرون من محبي كرته لأن مراسلنا خلال الدورة العربية دخل معسكرالمنتخب (بصورة غير ودية حسبما يرون ) وأظهر صورا ماكان يحب البعض أن يراها فتم النيل من شخصي وليس من مهنيتي ؟؟؟ ولم يسلم أحد في عائلتي من كلام اربأ بنفسي عن تكراره.... فما ذنبهم هم إن اخطأت أو إجتهدت أو أجتهد مراسل أمام أعين وآذان مدربالمنتخب ؟؟؟ ولم تعود المياه إلى مجاريها إلا بعد جهد جهيد
ماهو ذنبي عندما تذكر زميلة تعمل في البرنامج سهوا أن طارق التايب تونسي بدل أن تقول ليبي علما أنني لم أكن أصلا موجود في ذلك اليوم ..ماهو الذنب العظيم الذي من أجله تشن حملة إنترنتية ويذهب البعض حد المطالبة بمنعي من دخول بلد عربي أحبه وأحترمه لأن زميلة اخطأت سهوا فيما صورها البعض الكثير أنهامؤامرة مقصودة ضد ليبيا وكرتها ...؟؟؟ اي مؤامرة واي تخطيط لمجرد كلمة سهو تم الإعتذار عنها لاحقا بكل شفافية وموضوعية ؟؟؟.....
إذا كنت أكتب في قطر فأنا أكتب أيضا في سورية من 28 سنة وفي الإمارات منذ 23 وفي عمان منذ 1994والسعودية من 1988 ليس لأسترزق فقط وهذا حق مشروع بل لأنتقد الخطأ وأحاول البحث عن الحقيقة حتى ولو لم تعجب البعض ( والكتابة موهبةوجهد وخبرة وحق مكتسب ومشروع لأي كاتب أن يأخذ مقابل جهده ) وكنت من أشد المنتقدين لما يحدث في كل هذه البلدان ومقالاتي تشهد .....
وحدث أن قسوت ( بمنطقية وحياد ) على كرة قطر وموضوع التجنيس وأفضل لاعب آسيوي عندما تم إختيار خلفان وعلى خلفية معايير الجائزة وعلىقطع الكهرباء في ملعب العين وعلى بعض ماحدث من مهاترات سابقة بين إعلاميين مرموقين في السعودية وعن تهويل قضايا إحتراف النجوم وعن وعن .... واشهد أن أحدا لم يحذف أو يغير حرفا مما كتبته في أي بلد وكان بعضه قاسيا جدا فيما تم حذف وتعديل وتغيير بعض كلماتي في سورية ولهذا توقفت عن الكتابة فيها وفي صحفها أما منتدياتها فهي أكثرالمنتديات التي تهاجمني لأن البعض يعتقد أنني يجب أن أنصر كرتها ظالمة أو مظلومةوهو ما لا يقبله ضميري ولا مهنيتي ...
نعم لم يعجبني فريق الإتحاد في دوري أبطال آسيا فظهرت لمحبيه أنني أقف مع الإتحاد السعودي ضدهم وبالأمس القريب قال التونسي عادل السليمي والسوري عساف خليفة أن ضربة الجزاء التي إحتسبها الحكم في نصف نهائي كأس سورية للإتحاد على حطين غير صحيحة فهوجمت أنا وليس من قال رأيه وكأن نقد الإتحاد من المحرمات؟؟؟ أو حتى نقد جمهور الوحدة الذي شتم مدرب منتخب وطنه وعندما تحدثت مستهجنا عن حل إدارة الكرامة خرجت أصوات من قيادات رياضية سورية تقول ( شو دخلوا بالموضوع وهل لو كان الحديث عن ناد سعودي .. هلكان تجرأ وتحدث ؟؟ وكأنهم لايرون ولا يسمعون ولا يقرأون ) ؟؟؟؟؟
يجب أن نميّز بين نص مكتوب نحاسب على أساسه كاتبه وبينما يعتقده البعض نوايا خبيثة وسموم قاتلة ينوي هذا الكاتب أن يبثها ... دون أنيكون هناك دليل مادي على هذه النوايا ...
يجب أن نفضل بين البلد الذي أتى منه هذا الإعلامي أو ذاكورأيه الذي يقوله وأن لا نعمم على كل إعلاميي هذا البلد أو ذاك ونصفهم بأسوأالنعوت ....
قضية إيمرسون عرضناها بكل وثائقها عراقية وقطرية ومنالفيفا وهذه مهمتنا كإعلام أما من يأخذ حق العراق أو قطر فهو ليس برنامج تلفزيوني بل أروقة المحاكم التي تحكم على أدلة ومستندات وإذا كان هناك تزوير فلا يمكن لأيبرنامج في الدنيا أن يتهم دون أدلة وإلا ذهب هو نفسه للمحكمة .....
قضية إيمرسون والقضية التي أثارتها إستاد الدوحة ( لأنهاقطرية ) جعلت البعض من القراء العراقيين يصفني بحصان طروادة الذي يُبيّض صفحة قطرعلى حساب العراق رغم أنني كنت قاسيا مع ضيفي مدير تحرير إستاد الدوحة الدكتور محمدعواضة وأتهمته بالتشويش على العراق وعلى قضية إيمرسون وسألته إن كانت صلات بن همام مع الفيفا هي التي لفلفت القضية أو تحاول لفلفتها فماذا تريدون أن أفعل أكثر من ذلك ؟؟ أن أحمل سكينا وأجز رقبته بها ؟؟؟
أحب العراق قدر محبتي لسورية وهنأت الإمارات عقب فوزها (الكهربائي ) على سورية وإحتفلنا بتتويج العراق بطلا لأسيا لأنه يستحق ورقصنا لتتويج مصر بطلة لإفريقيا وباركنا لقطر ذهبية الدورة الآسيوية ( التي يراها البعض مسروقة من العراق وهذا رأي أحترمه ) وشاركنا تونس فرحتها بتتويج النجم بلقب دوري أبطال إفريقيا ليس لأننا نكره الأهلي بل لأن إنجاز النجم كان كبيرا ومستحقا وبنفس القدر وقفنا مع الأهلي في كأس العالم للأندية ...لأنه كان يمثلنا كعرب وليس مصر وحدها .... فأين التحيز؟؟؟
نحن العرب مستعدون لقطع العلاقات الدبلوماسية من أجل برنامج تلفزيوني ولكننا لن نقطعها عند قصف أو غزو أو تهجير أوتعذيب سكان بلدعربي ... أما آن لنا أن نخفف من حساسياتناالعربية العربية ونتخلص من نظرية المؤامرة الكابسة على قلوبنا ؟؟؟
قمة الإتهامات كانت بوصفي جاسوسا ( لا أعرف لمن )لإسرائيل أم أمريكا أم الأمبريالية العالمية وهنا أعترف أمامكم أنني جاسوس لضميري المهني ولن أتوقف عن جاسوسيتي طالما تبقي في قلبي نبضة واحدة ....
" نقلاً عن جريدة ستاد الدوحة"